وأسباب الجرائم الواقعة، والعمل على تتبع مرتكبي الجرائم ومراقبة سلوكهم، وكذلك النظر في الدوافع التي تدفعهم لإرتكاب هذه الجرائم ومحاولة تقليلها، كما يركز على دراسة الجريمة وأبعادها ورد فعل المجتمع تجاهها، لذلك سنتعرف معنا على أهمية الدراسة في مصر لتخصص العلوم الجنائية.
تعد دراسة العلوم الجنائية من أهم العلوم التي يجب الإهتمام بها، والتي تشكل جزءًا من النظام الجنائي في الكثير من دول العالم كأداة لتعزيز إدارة العدالة بشكل أفضل، حيث يساعد في تأهيل متخصصين قادرين على تحليل القضايا العملية والنصوص القانونية والقانون الجنائي بأسلوب علمي، وتقييم مختلف الاتجاهات الفقهية والقضائية والتشريعية وخاصة المتعلقة بالنظام القانوني، وتعمل العلوم الجنائية على تطبيق المنهجيات والمبادئ العلمية في تحليل الأدلة الجنائية التي تم جمعها من مسرح الجريمة، مما يساعد في تحديد هوية الجاني وكشفه وفحصه وإدانته، فعند ارتكاب الجريمة يتولى خبراء الطب الشرعي مسؤولية توضيح الحقائق المحيطة بالجريمة عن طريق تقديم أدلة الخبراء في عملية التحقيق، وتقديم الجاني للعدالة وحل الجريمة، كما تعد العلوم الجنائية ذات أهمية للحصول على أدلة قوية تضمن قرارات عادلة، ويمكن استخدام الأدوات الحديثة في الطب الشرعي في منع الجرائم المستقبلية عن طريق تحديد الأنماط الإجرامية والاتجاهات والاتصالات.
للطب الشرعي دور عملي وإيجابي في خدمة العدالة والتحقيقات، عن طريق تقديمه لنتائج علمية في القضايا الجنائية، فيساعد في الوصول إلى الدليل الجنائي الذي يوصل إلى خيوط الجريمة، ويساعد على إزالة اللبس لدى القضاة وذلك عندما يعجز التحقيق عن كشف الملابسات حول الجريمة ومعرفة مرتكبيها، كما أن له أهمية كبيرة في ترسيخ مبدأ العدالة المجتمعية وكل ما يرتبط بحقوق الإنسان، فهو يحلل الإصابة وتاريخ وأسباب حدوثها، ومعرفة الأداة التي أُستخدمت في الجريمة، عن الطريق الفحوصات الدقيقة التي يقوم بها الطبيب الشرعي على المصابين في القضايا الجنائية، ولو لم يوجد الطب الشرعي لانتشرت الجريمة، وازدادت ألاعيب المجرمين لمحاولة الفرار من العقاب، فالكشف عن الجريمة ومعرفة أسبابها وفاعليتها، يقلل كثيرًا من ارتكاب الجرائم.
يمد التطور التكنولوجي العلوم الجنائية بالعديد من التطبيقات والأجهزة والأدوات المتطورة، مما يسمح للطب الشرعي بفهم أفضل وأكثر دقة في مسرح الجريمة، والحصول على المعلومات والبيانات بشكل أفضل ومعالجتها بشكل أسرع، مما يسمح بالحصول على استنتاجات موثوقة وتحسين التحقيق العلمي في الجريمة.
يستمر ظهور التهديدات السيبرانية مما يشكل مخاطر كبيرة على الشركات والأفراد والحكومات، ومع تطوير الأساليب التي يستخدمها القراصنة في اختراق معايير الأمان، ظهرت الحاجة إلى حلول عملية لتتبع هذه التهديدات والتخفيف من حدتها والتحقيق فيها، ومن هنا تلعب التحقيقات الجنائية دور هام في مجال التكنولوجيا عن طريق فحص القطع الرقمية مثل الأجهزة المحمولة وأجهزة الكمبيوتر والخوادم وهندسة الشبكات، ويمكن للمحققين الجنائيين الوصول إلى معلومات هامة تساعد في تحديد هوية الجاني وفهم طبيعة الهجمات والتقليل من المخاطر المستقبلية.
يوجد فرع من فروع الطب الشرعي يسمى الطب الشرعي الرقمي، حيث يركز هذا التخصص على استخراج البيانات الإلكترونية التي يمكن استخدامها كدليل في عملية التحقيق، وتعرف الأدلة الجنائية على أنها فرع من علوم الأدلة الجنائية يركز على البيانات الإلكترونية، ويتولى علماء هذا النوع من الأدلة مهمة استخراج وتحليل وتخزين وتحديد والإبلاغ عن البيانات الرقمية التي قد تكون لها صلة بالتحقيق، ويعتقد الكثير من خبراء الأدلة الجنائية أن الذكاء الاصطناعي في الأدلة الجنائية يمكن أن يعيد تعريف الصناعة، مما يعزز في النهاية فاعلية وكفاءة التحقيقات الجنائية الرقمية.
عندما يكتمل تحليل الأدلة بواسطة البشر، فمن الممكن أن يكون صعبًا ويستغرق وقت طويل، وقد يكون عرضة للخطأ البشري، ومن هنا تتمتع تقنية الذكاء الاصطناعي بالقدرة على اكمال التحليل عن طريق تفسير وجمع كميات كبيرة من البيانات الرقمية، والتي يمكن أن تشمل مقاطع الفيديو والصور والبريد الإلكتروني، مما يعطي المحققين الفرصة لتركيز جهودهم على التفكير الإبداعي والنقدي المطلوب اثناء مرحلة التحليل.
قد تكون الأدلة صور أو فيديوهات من لقطات كاميرات المراقبة أو تم التقاطها بالهواتف المحمولة التي يمكن استخدامها في التحقيقات، ويمكن أن يستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الصور والفيديوهات، كما يمكن استخدام هذه التقنية في التعرف على الوجه واكتشاف الأشياء، مما يمكن المحققين من تحسين دقة نتائج تحقيقاتهم.
قد يكون الذكاء الاصطناعي مفيد في تحقيقات الجرائم الإلكترونية، حيث يمكن أن يستخدم في إدراك الجرائم الإلكترونية بسرعة، مثل القرصنة والاحتيال عبر الإنترنت وهجمات البرامج الضارة، لأنها قادرة على تحليل الحركة على الشبكة وتحديد الأنماط التي تسمح للمحققين بتتبع ومراقبة مجرمي الإنترنت.
تركز العلوم الجنائية على التعرف على التقنيات والطرق المستخدمة في تحليل الأدلة الجنائية وتقديم هذه الأدلة أمام المحكمة، ويهدف هذا التخصص إلى فهم وتطبيق التقنيات المتقدمة والمبادئ العلمية في جمع وتفسير الأدلة الجنائية.
يعمل معظم الأطباء الشرعيين في إعدادات المختبر، ولكن من الممكن أيضًا حضورهم إلى مسرح الجريمة أو غيرها من مسارح الحوادث للمساعدة في التعرف على الأدلة الجنائية وجمعها والحفاظ عليها، وكذلك المساعدة في إعادة بناء الجريمة.
في الختام، يمكن القول إن دراسة العلوم الجنائية من التخصصات الهامة، فهو عنصر مهم في نظام العدالة الجنائية الذي يقوم بفحص تداعيات وأسباب الجرائم الواقعة، والعمل على تتبع مرتكبي الجرائم ومراقبة سلوكهم.
تواصل عبر الواتساب مع مستشاري التعليم الدولي والخبراء الأكاديمين الآن